کد مطلب:335741 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:269

کلمة المرکز
بسم الله الرحمن الرحیم

هذا الكتاب، فی الأصل، فصل من فصول كتاب " ابتلاءات الأمم "، للمغفور له الباحث سعید أیوب. وقد استللناه من ذلك المؤلف القیم، ووضعناه تحت عنوانه الأصلی: " وجاء الحق ". والمقصود بالحق، هنا، الدعوة الخاتمة، دعوة النبی محمد صلی الله علیه وآله وسلم، الموجهة إلی البشریة جمعاء، والقائلة لأهل الكتاب: تعالوا إلی كلمة عدل نستوی نحن وأنتم فیها، فنعبد الله وحده، ونتبع تعالیمه.. وهذه دعوة جمیع الأنبیاء والرسل منذ خلق الله الخلق. یبحث المؤلف، وهو الباحث الذی نذر حیاته من أجل تبیین معالم خط الإسلام الأصیل، المتمثل بمذهب أئمة أهل البیت علیهم السلام، فی القسم الأول من بحثه قضیة " الدعوة الخاتمة وأهل الكتاب "، ویخلص - استنادا إلی النصوص التی یستقرئها - إلی القول: إن الدعوة الخاتمة، فی الوقت الذی تفتح فیه أبوابها للباحثین عن الحقیقة، تحذر من اتباع أی مشروع یهدف إلی الصد عن سبیل الله.. ویفضی البحث فی هذه القضیة، إلی بحث القضیة الثانیة، فی القسم الثانی، بالاعتماد علی استقراء مجموعة " من وصایا الدعوة الخاتمة ". ویفید هذا الاستقراء أن الأمة الخاتمة لم تستثن من الاختبار بالأنبیاء والرسل وبأوصیائهم. فقد قابلت دائرة هارون وبنیه فی الشریعة الموسویة دائرة الإمام علی بن أبی طالب وبنیه علیهم السلام فی الشریعة المحمدیة. فقد جاء فی الحدیث الصحیح أن النبی صلی الله علیه وآله وسلم قال لعلی: " أنت منی بمنزلة هارون من موسی إلا أنه لا نبی بعدی ".



[ صفحه 6]



ینطلق المؤلف، فی بحثه، من النصوص، فیستقرئها، ویخلص إلی نتائج لا یلبث أن یؤیدها بالشواهد، ورائده فی ذلك ما أمر الله تعالی به رسوله صلی الله علیه وآله وسلم أن یدعو الخلق إلی الله، عز وجل، بالحكمة والموعظة الحسنة، وبذلك تشرع أبواب الحق أمام الذین یریدون الاستبصار فی الدین. رحم الله المؤلف، وعسی أن نكون قد وفقنا إلی تحقیق الهدف الذی كان یرجوه، والله تعالی الموفق والهادی إلی سواء السبیل. مركز الغدیر للدراسات الإسلامیة



[ صفحه 9]